الجمعة، 5 مارس 2021
الجمعة، 17 أبريل 2020
التفاسير
10:08 ص
لا يوجد تعليقات
🔴أفضل ما وصلني
🔴 هدية روعة..روعة ..
قراءة صوتية للتفسير بعد قراءة الآية ...
يمكن تسريع الصوت.
يدعم ٨ تفاسير.
التفسير التفاعلي صوتي
https://read.tafsir.one/
جزى الله خيرا من عمله.
و من نشره و من أنتفع به
وكتبه الله في ميزان الجميع
غفر الله لكم ولوالديكم وللمسلمين جميعاً
🍎خبير الاعشاب والتغذية العلاجية عطار صويلح🍎
👍👍👍👍👍👍
رائع بمعنى الكلمة
الأربعاء، 25 ديسمبر 2019
36 طريقة تجعل أطفالنا يقرؤون
36 طريقة تجعل أطفالنا يقرؤون
|
القراءة أعظم ثروة يمكن أن يمتلكها الإنسان، وفي هذا المعنى قال أحد الشعراء الإنجليز: «قد تكون عندك ثروة ضخمة لا تساويها ثروة أخرى، تملأ بها الكثير من الخزائن، ولكنك لن تكون أبدًا أغنى مني فقد كانت لي أم اعتادت أن تقرأ لي». أشارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إلى أن متوسط القراءة في العالم العربي 6 دقائق في السنة للفرد!! ولن نبحث في هذه الدراسة الأسباب التي أدت إلى ذلك، فسوف نفندها في دراسة أخرى، وما يعنينا هنا هو أن السبب الرئيس في تدني قيمة القراءة عندنا هو عدم تحبيب وتدريب الإنسان العربي منذ صغره على القراءة. لماذا تقرأ لطفلك؟ اقرأ لطفلك لتعوده القراءة منذ الصغر، فمن لم يقرأ له في الصغر، فلن يقرأ لنفسه في الكبر. ولنا في التاريخ نماذج عديدة من اهتمام الكبار بالقراءة لأبنائهم، ففي حضارتنا الإسلامية النصيب الوافر من هذا الاهتمام، فهؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يروون لأطفالهم سيرة الرسول [ والمعارك والغزوات، كما كانوا يعلمونهم السورة من القرآن، وفي عصرنا الحديث سل العلماء والمفكرين عن تأثير قراءات آبائهم عليهم، فستجد إجاباتهم أن ما توصلنا إليه إنما الفضل فيه يعود بعد الله عز وجل إلى قراءات وتشجيع الوالدين لهم، فهذا هو الدكتور زغلول النجار ويوسف السباعي، وغيرهم الكثير والكثير كلهم أكدوا تمتعهم بحكايات الوالدين، وسردهم الحكايات والسيرة النبوية لهم، ومن ثم شبوا على حب العلم والثقافة والتفوق. اقرأ لطفلك لتحقق له المتعة، وتكسبه بعض المعارف والخبرات المختلفة، ولتفتح معه الحوار فهناك الكثير من الأمور تريد أن تحدّث طفلك فيها، ولكنك لا تجد مفتاحًا لبدء الحديث، لذلك فقراءة قصة أو موقف من السيرة يمكن أن يكون وسيلة لفتح الحوار في الموضوع الذي تريد التحدث مع طفلك فيه، ولنقل القيمة التي تريد أن تعوده إياها. اقرأ لطفلك لتعرف وتكتشف إمكاناته وطموحاته، ومن ثم توجهه نحو الأسلوب الأمثل لتنمية هذه المواهب والإمكانات، وفي الوقت نفسه تتجنب الوقوع في مشكلة التوجيه الخاطئ، حتى لا تكون العاقبة على غير ما تريد. اقرأ لطفلك لأن القراءة وسيلة هامة للحصول على المعرفة والاستزادة من الثقافة، ومن ثم زيادة الوعي والفهم عند طفلك. تساعد طفلك على التفوق الدراسي، فهي تساعده على سرعة الفهم، ومن ثم تحصيل دروسه بسرعة كبيرة، وجهد أقل، ووقت أقصر، كما أكدت العديد من الدراسات. اقرأ لطفلك لأن القراءة تساعده على مواجهة المشكلات التي قد يتعرض لها، حيث يستطيع التعبير عنها بطريقة سليمة، وفي الوقت نفسه يستطيع الاستفادة من خبراته المختلفة التي كونها من خلال القراءة، ومن ثم ينجح في التوصل إلى الحل الأمثل لها. كما يجعله يصدر أحكامًا موضوعية في الأمور المختلفة، وتكون هذه الأحكام بناء على فهم واقتناع جذل للموضوعات. أي القصص تقرأ لطفلك؟ بداية يجب أن تعلم حقيقة أساسية، ألا وهي أن كل ما تقرؤه لطفلك سوف يتأثر به، وسوف يكون عاملاً هامًا في تحبيبه بالقراءة، أو النفور منها، ولذلك يجب أن تحرص كل الحرص وأنت تقرأ لطفلك، فالاختيار السليم لمادة القراءة المعول الأساس لنجاح الهدف والمقصد من القراءة، وطفلك في هذه المرحلة ـ من 3 سنوات إلى 7 سنوات ـ يحب القصص، وهي أكثر المواد مناسبة له، وليست أي قصة تتناسب معه، ولذلك يجب مراعاة ما يلي عند اختيار قصة لطفلك: * اختر لطفلك القصة التي تدور حول ما يعرفه من حيوانات وطيور ونباتات، وكذلك الشخصيات المألوفة لديه كالأب والأم والإخوة والأصدقاء، أي لا تأت له بالغريب من الأشياء لتحدثه عنها. * اختر لطفلك القصة التي يمتزج فيها الخيال بالواقع الذي يحياه، فالعصفورة ـ على سبيل المثال ـ عنصر من عناصر الواقع الذي يحسه طفلك، ولكن كلامها وحديثها معه غير واقعية، ومع ذلك فهي من الأمور المقبولة لديه، لأنها تشبع رغبته في التخيل، حيث لا يبتعد هذا التخيل عن الحقائق البيئية التي تحيط به. * اختر لطفلك القصة القصيرة، قليلة الأحداث والأشخاص، حتى يمكنه أن يتابعها، ويتأثر بها دون ملل أو إجهاد وتشتت ذهني وفكري. * اختر لطفلك القصة ذات الصور الجذابة التي تجذبه إليها، ولذلك يجب أن تكون كبيرة الحجم، واضحة الألوان، معبرة عن أحداث وشخصيات القصة. * اختر لطفلك القصة وثيقة الصلة بالحاضر الذي يعيش فيه، فلا تجره إلى الماضي الذي لا يهتم به، أو المستقبل الذي يجهله. فعلى سبيل المثال، في إحدى القصص ذكرت آلة الري الطنبور، فإذا نظر الطفل إلى صورتها فلن يعرفها، وإذا ذكرنا له اسمها استعجمها واستصعبها، لذلك كن واعيًا وأنت تختار كتبًا وقصصًا لطفلك. * اختر لطفلك القصة ذات الأسلوب السهل السائغ الذي يفهمه طفلك بغير مشقة أو عناء، وفي الوقت نفسه تتوافر بها عوامل الإثارة والتشويق، كالجدة والطرفة والخيال والحركة. * اختر لطفلك القصة التي تبتعد عن إثارة فزع وقلق طفلك، فلا تختر له قصص العفاريت كأم الغولة، وأبو رجل مسلوخة، وأشباح نصف الليل حتى لا تقع في مشكلات القلق وتطبع طفلك على الخوف والجبن منذ الصغر. * اختر لطفلك القصة التي تبتعد عن تناول القيم الأخلاقية السيئة، كالتي يظهر فيها أحد الأشخاص يدخن أو يكذب، أو يذكر ألفاظًا بذيئة، فكما قلت ـ آنفًا ـ فطفلك يتأثر بكل شيء. فعلى سبيل المثال في إحدى القصص يظهر جحا (الشخصية الفكاهية المحببة للأطفال) وهو يستحم ويغني في الحمام، ويعتقد أن صوته حسنًا، ويسعى للعمل مطربًا، فهذه القصة تتنافى مع الآداب الإسلامية التي تدعو إلى عدم التحدث في الحمام، والتزام الصمت والتفكر في فضل الله ورحمته بالإنسان، بل وعدم المكوث فيه كثيرًا. * لا تركز على نوعية واحدة من القصص لطفلك، بل اهتم بتنويع موضوعات القصص، فهناك القصص الدينية والخيالية والاجتماعية والتاريخية والفنية والعلمية المبسطة إلى غير ذلك من أنواع القصص التي يمكن اختيار المناسب منها. * لا تنخدع بما يعلنه بعض الناشرين عن أن كتب وقصص سلسلة كذا مناسبة لأطفال ما قبل المدرسة أو الفترة السنية كذا، بل كن ناقدًا لها قبل أن تقدمها لطفلك، فإن لم تستطع الحكم عليها فقم بمناقشتها مع أحد أصدقائك أو من تتوسم فيه الصلاح والمعرفة. * حاول أن تجعل طفلك يشاركك في اختيار قصته، فمثلاً ضع أمامه مجموعة من القصص، واجعله يختار إحداها واقرأها له، وبذلك تستطيع معرفة ميول طفلك واتجاهاته لتعمل على تنميتها. متى وأين تقرأ لطفلك؟ اقرأ لطفلك بعيدًا عن المشتتات المغرية له، فمثلاً لا تجلس أمام شاشة التلفاز وتروي لطفلك إحدى القصص، فهو لن يلتفت إليك، بل ستجذبه الصور المختلفة بالتلفاز، وتجعله ينتظر فراغك من القصة، حتى يتفرغ لمشاهدة ما يحب. اقرأ لطفلك وهو شبعان لا يشعر بالجوع، فإذا كان طفلك منتظرًا للطعام، فإنه لن يلتفت إلى ما تقول، حتى ولو كان أسلوبك جذابًا وممتعًا، بل سيفكر في الطعام أكثر من الاستمتاع بالقصة. اقرأ لطفلك في الوقت الذي لا يشعر فيه طفلك بالإرهاق، فهو إن كان متعبًا فلن تكون للقراءة ثمرة. كن مراعيًا بأن وقت القراءة لا يحرمه من ممتع آخر يريد أن يشارك فيه، فهو يعلم أن قصتك يمكن تأجيلها، أما هذا الممتع فقد ينتهي وقته، ولا يستطيع الاستمتاع به مرة أخرى. فعلى سبيل المثال إذا كنت في إحدى المتنزهات ووجدته منسجمًا مع أقرانه فلا تأخذه منهم كي تقص عليه قصة أيًا كان مستواها، وبالمثل إذا كان طفلك يشاهد برامج الأطفال بالتلفاز أو يمارس نشاطًا معينًا كالرياضة أو ألعاب الحاسوب. اقرأ لطفلك وأنت تشعر بالارتياح وعدم الإرهاق حتى تستطيع تقديم ما يمتعه بصورة مناسبة وممتعة، وإياك إياك أن تغضب طفلك، وتقول له إنك مرهق ولن تقرأ له، بل حقق له ذلك بوساطة أحد أفراد الأسرة، فإن لم تجد فاعتذر له بطريقة شيقة، وشوقه إلى قصة ستقدمها له في وقت آخر حدده، ترى أنها ستجذبه وتحقق له الابتهاج والسعادة، وإياك أن تنسى هذا الموعد، أو تقدم له قصة سيئة. اقرأ لطفلك في أية صورة، جالسًا أو قائمًا أو نائمًا، فالمهم أن تقرأ له بطريقة ممتعة وسليمة، فإذا نجحت في ذلك فستجد طفلك حريصًا كل الحرص على وقت سماع القصة. وحتى تقدم لطفلك القصة بطريقة سليمة تابع معي النقطة التالية. كيف تقرأ لطفلك؟ تروي الكاتبة كاترين باترسون أنها قابلت طفلاً فسألها: كيف أقرأ كل كتب العالم؟ وعندما بحثت عن السبب الذي جعل هذا الطفل يسألها هذا السؤال، وجدت أن معلمة هذا الطفل تقدم له القصص بطريقة مشوقة جدًا، ما جعله يحب القراءة، وهو في سنواته الأولى من عمره، ويريد أن يقرأ كل كتب العالم. ولذلك أدعو من أراد أن يقرأ على أطفاله من الآباء والمربين أن يتعرف على الطرق السليمة للقراءة الموجهة للأطفال وهي: * قبل أن تقرأ لطفلك اقرأ أنت القصة حتى تتعرف على ماهيتها، وحتى لا تقابلك ـ في أثناء تقديمها لطفلك ـ كلمات صعبة لا تستطيع أن تعبر عن معناها له. ولذلك يفضل تعاون الوالدين في تحضير ومناقشة القصة قبل تقديمها للطفل، على أن يقدمها للطفل أفضلهما أسلوبًا. * حاول إحضار أية أدوات أو أشياء من المنزل ذكرت في القصة، من أجل ربط القصة بالواقع. * ابدأ القصة بحوار مع طفلك، واجعله يستنبط المعلومات المختلفة بنفسه، فعلى سبيل المثال اسأله عن صورة الغلاف، فيقول ـ مثلاً ـ عصفورة، ثم اسأله عن المكان الذي تقف عليه ولونه وعدد العصافير وكيف تطير؟... إلى غير ذلك من أسئلة تستوحيها من غلاف القصة، ثم أتبع ذلك بقولك: هيا نتعرف على قصة (العصفورة)، كما يمكنك أن تذكر الحدث الذي في القصة وتتركه يستكمل آخره، كأن تقولوطار العصفور حتى وصل إلى...) فيرد طفلك: إلى العش، وبذلك تجعله منسجمًا مع القصة، ولا يمل منها، أو يشرد بعيدًا عنك. * انفعل بحوادث القصة، وتقمص شخصياتها عند الإلقاء، فعلى سبيل المثال تغيرات الوجه ونبرات الصوت اجعلها تعبر عن مواقف الفرح أو الحزن، وكذلك أحداث القوة والشجاعة والتعاون تظهرها إشارات اليد. وقد تقوم واقفًا، أو تجلس لتعبر عن أحداث القصة، كما يمكنك تقليد أصوات الحيوانات والطيور والآلات لتعريف طفلك بها. ومن الأفضل أن تجعله يقلدها بعدك، أي لا تكن مجرد سارد لأحداث القصة. * استخدم عند تقديم القصة لطفلك لغة مناسبة، لا هي بالعربية الفصحى التي لا يستطيع فهمها، ولا هي بالمبتذلة الدارجة، فلغتنا العربية يسر لا عسر، وبها الكثير من الألفاظ البسيطة التي يمكن أن نعبر بها عن أي شيء بسهولة، أما إذا صادفك موقف ولا تستطيع أن تعبر عنه بالعربية الفصحى، فيمكنك عندئذ أن تذكره باللغة العامية حتى لا يستعجم طفلك ما تقوله، واعلم أنك لا تقدم له درسًا في القراءة، بل تقدم له قصة ليستمتع بالقراءة. * لا تكثر من تكرار بعض الكلمات أمام طفلك حتى لا تؤخذ لازمة (لزمة) عليك. * لا تقدم الهدف أو الموعظة من القصة بصورة مباشرة، بل اسرد القصة كاملة، ثم ناقشه فيها، واستخرج معه ما ينفعه من مواعظ وقيم. * اطلب من طفلك إعادة رواية القصة، وشجعه على ذلك بتقديم الهدايا التي يحبها، واعلم أن الشيء القليل يسعد الطفل. كيف تحبب القراءة لطفلك؟ حتى تجعل طفلك محبًا للقراءة، كن أنت محبًا لها، أو بصورة أخرى كن أنت قارئًا أمام طفلك، فأنت بالنسبة له القدوة والمثل، فأمسك بالكتاب أمامه واجعله يراك تقرأ، ويا حبذا لو رأى طفلك الأسرة كلها تخصص وقتًا للقراءة معًا، فهذا الأمر سيجعله أكثر حبًا لها، وسوف يزداد حبًا لها إذا وجدك تمدح القراءة، وتبين أنك استفدت منها الكثير والكثير، أما إذا كنت كارهًا للقراءة، وغير مقبل عليها، فكيف يمكنك أن تطلب منه شيئًا لا تفعله أنت، ففاقد الشيء لا يعطيه أبدًا. * أحسن اختيار قصة طفلك، وأحسن تحضيرها له، وقدمها له بأسلوب مشوق جذاب، واجعل من وقت رواية القصة وقتًا مقدسًا عندك، فلا تنشغل بشيء آخر عنه، حتى يشب طفلك على حب القراءة، وعدم الانشغال عنها بشيء آخر مهما كانت درجته. * قدم لطفلك القصة والمعلومة في المناسبات المختلفة، فيذكر الأستاذ الدكتور زغلول النجار أن والده كان يقدم له ولإخوته في صغرهم ـ في أثناء الطعام ـ السيرة النبوية والكثير من القصص والمواقف الأخلاقية، ما جعلهم ينتظرون وقت الطعام ليستمتعوا بأسلوب والدهم الجذاب، والمعلومات القيمة. * اقرأ لطفلك منذ صغره، ولا تنتظر عندما يدخل الحضانة أو يتعلم القراءة، فهناك الحكايات التي يمكنك قصها عليه منذ الثالثة من عمره، ويقوم هو بروايتها بعدك عن طريق الصور. ومن المعروف أن التقدم في مهارات القراءة مرتبط بالمواظبة عليها، وبما أن صغار الأطفال لا يستطيعون القيام بذلك بمفردهم فإنهم يعتمدون على الاستماع إلى ما يقرؤه لهم الكبار، بل إن كثيرًا من الدراسات التربوية الأخيرة تؤكد أنه من الضروري أن يستمر الوالدان في القراءة لأبنائهما حتى سن الرابعة عشرة، لأن متعة الاستماع إلى الكتاب المقروء تلازم الإنسان معظم سنوات حياته، لذلك نرى الآن كتبًا مسجلة على أقراص الحاسوب يستمع إليها الكثيرون في أثناء قيادتهم لسياراتهم، ولقد ذكرت ـ أنفًا ـ كيف كانت فرحة الشاعر الإنجليزي بحكايات أمه وقراءتها له، وكيف أنه جعلها أغلى من ثروات الذهب والجواهر. * اربط القصة التي تقرؤها لطفلك بالواقع الذي يعيشه، فمثلاً إذا فعل شيئًا مشابهًا لإحدى القصص أو مواقف السيرة والصحابة فاربطه به وذكره فإنه يفعل مثل فلان، فإذا كان الموقف جيدًا زدته حسنًا، وإذا كان سيئًا فستذكره بنهاية أو عقوبة الشخصية التي فعل مثلها. * اصطحب طفلك إلى مكتبات الأطفال التي تقدم خدمات جذابة للطفل، خصوصًا في أثناء مهرجانات القراءة، ويا حبذا لو كانت هذه المكتبات بها ركن للأطفال، فتقرأ أنت ويقرأ طفلك، ومن ثم تحقق له متعة الذهاب للمكتبة، ورؤيته لقدوته وهو يقرأ. * احرص على تنويع طرق تقديم القصة، فبدلاً من الاقتصار على سرد القصة، يمكن مشاهدتها على صورة فيلم أو تمثيلها مع إخوته أو أقاربه، كما يمكن قيام طفلك بإعادة قص القصة، وكذلك قيامه برسم وتلوين صور القصة. |
اقرأ قبل أن لا تستطيع أن تقرأ!!!
اقرأ قبل أن لا تستطيع أن تقرأ!!!
|
قبل يومين أكرمني أحدُ المشايخ الفضلاء باتصالٍ هاتفي بعد غـَيبةٍ طويلة(غيبة أبدان لا غيبة أرواح) ولما نشدته عن حال أبحاثه، واستفصلتُ خبر قراءاته (وهكذا هي عادةُ حديثنا أن نفيض في ذكر شؤون العلم ونضرب عن الناس الذكرَ صفحاً) استعبرَ بأسى قائلاً: لقد غشا عينيّ ألمٌ أسهدني وأحاطَ بهما وجعٌ قلقلني وما أحسبُ ذلك إلا من توالي النظر في ساشات الحاسب عندما كنتُ أصاليها ساعاتٍ طوالاً لبحث مسألةٍ في برامجه الموسوعية، أو لإلقاء موعظةٍ في شبكاته العنكبوتية ثم أردفَ متنهداً: و هأنَذا منذ أسبوع كامل لم أكتحلْ بمطالعةِ كتابٍ، ولم أجرد سيفَ نظري لمبارزة الحروف لكَ الله أيها الشيخُ الجليل فآفة الانقطاع الجبري عن القراءة مصيبةٌ عند النابهين أمثالك لا تضارعها مصيبة وألمُ العين من جلائل الأدواء، ونـــُغــَص الأسقام التي تجلب بـَلبال الفكر وتنـفـــّر طيور السكينة في النفس. والشابُّ إذا كان عزباً قالوا له : لا همّ إلا هم العرس، ولا وجع إلا وجع الضرس أما إذا ركبَ سفينةَ الزواج، وشرب من آنية العرس، وتسربل برداء العيال فلابد من تجديد المثل له ليصبح: لا همّ إلا هم الدَّين، ولا وجعَ إلا وجع العين!! نعودُ لشكاية الشيخ وتحسراته وهي عندي من دلائلِ عقله وأماراتِ نجابته وقد قال أحدهم (وهو راقم هذه الأسطر سلمتْ براجمه من الأوخاز😀) : قل لي مما تشتكي أقول لك من أنت!! فمنْ اشتكى من شيء =ٍ غلب عليه الاهتمامُ به، والتصق بعقله العنايةُ بتحصيلِ أسبابه والشيخ هنا يشتكي تعذّر متابعته للبحوث وتعسّـر منادمته للكتب ومنّا من يشتكي قلة زاده، أو يندب غياب لهوه، أو يشجب ترادف فراغه وكلٌ يغني على (ليلاه) فأهلُ العزائمِ لا تجزعهم المصيبة في (الدنيا) ولكن تؤلمهم الفاجعة في(الدين) ولا يروعهم البلاء في (أبدانهم) بقدر ما يمضـّهم البلاء في (ألبابهم) وقد كان الشيخ صالح الحصين رحمه الله بعد أن ضعف بصره يأخذ المنظار ويحاول القراءة كما كان في أيام شبابه ثم لا يلبث أن يدركه العناء فيلقي بالكتابِ والمنظارِ مسترجعاً حزيناً. وذكروا عن شكيب أرسلان أنه كان في سباقٍ محمومٍ مع زمن صحته وشبابه فكان يكتبُ حتى عطبتْ يده أما أبو بكر الرازي فقد كان في أول أمره مغنياً بالعود، ثم عزمَ على تثقيف نفسه وتدارك عمره، فكان يصارع وقته ليلحق بركبِ العظماء فقرأ حتى عمي، وكتبَ حتى انخلع كتفه!! قبلَ أن يختم الشيخُ الجليل مكالمته قال لي عبارةً طافتْ بحنايا الروح واستقرتْ في سويداء القلب: يا عبدالله اقرأْ قبل أن لا تستطيع أن (تقرأ) |
أفكار ومقترحات ... لـ ( قراءة كتاب الله تعالى )
أفكار ومقترحات ... لـ ( قراءة كتاب الله تعالى )
|
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ الإخوة المشايخ الفضلاء / أحسب أن سؤال أنفسنا ... لأنفسنا ... عن سبب تقصيرها في حق كتاب ربنا تعالى ... هو من الأسئلة الجريئة المحرجة ... وأجوبتها مؤسفة محزنة !. لماذا نقصّر في قراءة كتاب الله تعالى ، وتدبره ، وحفظه ؟!. هذا السؤال ... حقيقٌ أن نقف معه لمسائلة النفس والتحقيق معها ... عن أسباب تقصيرها ؟. لماذا نقصّر ؟! ، لماذا نفرّط ؟! ، لمذا نغفل ؟! ... لا أدري !. بل مهما تكن الأجوبة ، والمبررات ، والتحويرات ... ومحاولة إقناع النفس بالانشغالات ، وقلة الأوقات ... فلا يمكن أن تُقبل الأعذار ... والتصريفات !. باختصار : أقف مع نفسي معاتبا ومؤنبا ... عند تأمل مايلي : الجزء الواحد ... يُقرأ فيما يقارب 10 - 12 دقيقة تقريبا ... حدرا . ويُقرأ بالتدبر ، والوقوف مع الآيات ... في وقت ما بين 20 - 25 دقيقة تقريبا . أي أن العبد يستطيع أن ينهي ( 6 ) أجزاء في ساعة ... أو ( 5 ) أجزاء في ساعة . فإذا كان العبد يقرأ ( 6 ) أجزاء في ساعة ... فيمكنه أن يختم كتاب الله تعالى في ( 5 ) ساعات ... 30جزء / 6 = ( 5 ) ساعات . أي في ( 5 ) ساعات ... ختمة . وإن كان يقرأ ( 5 ) أجزاء في ساعة ... فيمكنه أن يختم كتاب الله تعالى في ( 6 ) ساعات ... 30 جزء / 5 = ( 6 ) ساعات . أي في ( 6 ) ساعات ... ختمة . فهل يعجز العبد أن يجعل لكتاب ربه تعالى ( 6 ) أو ( 5 ) ساعات ... في الشهر ؟!. هل يعجز أن يجعل لكتاب ربه تعالى ( 6 ) أو ( 5 ) ساعات ... من أصل ( 720 ) ساعة في الشهر . أما رمضان ... فأصلح الله أحوالنا في رمضان !. لو جعل العبد من وقته ... ساعة واحدة فقط في اليوم !! ... لختم في خمس أو ست . ولو جعل العبد من وقته ... ساعتين ... لختم في ثلاث أو أقل . فهل نعجز عن ذلك ؟!. أصلح الله أحوالنا . --- يتبع بإذن الله : - التفصيل في حال التدبر . - ذكر أوقات للقراءة ... قد نغفل عنها . لو افترضنا أن القارئ ... يقرأ جزءا واحدا بالتدبر والتأمل والتفكر في وقت من 20 - 25 دقيقة ... أو قل : من 25 - 30 دقيقة . فيستطيع أن يقرأ في ساعة واحدة جزئين كاملين ... متدبرا ومتأملا . أي يستطيع أن يتدبر جزءا كاملا في نصف ساعة . أي يستطيع أن يتدبر نصف جزء في ربع ساعة . نصف ساعة يوميا - في غير رمضان - ؛ أي ( 30 ) دقيقة يوميا ... تقرأ فيها جزءا كاملا بالتدبر . - لايلزم أن يكون الوقت المشار إليه ... كما هو بالدقيقة والثانية ... المسألة تقريبية ... تزيد قليلا أو تنقص قليلا . - المقصد : الإمكانية واليسر ... لمن وفقه الله تعالى فعزم على القراءة . - قد نضع أمامنا حواجز وهمية ... تجاه قراءة كتاب الله تعالى ... ومع النظر والتمعن ... نجد أن الأمر قد تيسر ... بتيسير الله تعالى لعبده . - قد يتمكن البعض من قراءة جزء واحد بالتدبر في نصف ساعة ... وقد يعجز البعض عن قراءة جزء واحد بالتدبر في ساعة واحدة . - وقد أستطيع أنا وأنت من القراءة حسب الوقت المحدد ... وقد لانستطيع ... والفيصل : التجربة .
ومن لم يجرب ليس يعرف قدره *** فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه
أوقات مناسبة للقراءة : 1- بين الأذان والإقامة . 2- قبل الأذان لمن بكّر إلى الصلاة . ( ويمكن أن نسأل أنفسنا متى آخر مرة دخلنا فيها إلى المسجد قبل المؤذن ؟! ) . 3- بعد الصلاة المفروضة ... ( ولو حددنا خمس أو عشر دقائق بعد كل صلاة ... لوجدنا في ذلك خيرا كثيرا ) . 4- الجلوس بعد صلاة الفجر . 5- التبكير إلى المسجد قبل صلاة التراويح . 6- المكث في المسجد بعد صلاة التراويح ... لحين أن يخف الزحام ... ولو زدنا قليلا ... فهو خير . 7- التبكير إلى صلاة القيام والتهجد ، والدخول قبل الوقت بساعة أو تزيد ... وسنجد أثر ذلك في صلاتنا. 8- قبل دخول الخطيب ... يوم الجمعة . 9- بعد انتهاء صلاة الجمعة ... وانصراف الناس ، وخلو المسجد . 10- بين صلاتي المغرب والعشاء . 11- عصر يوم الجمعة . 12- قبل النوم . 13- أوقات الانتظار في بيتك . ( انتظار الإفطار ، الغداء ، العشاء ) . 14- ضع المصحف في طبلون السيارة ... واقرأ كلما تيسر لك ( أوقات الوقوف ، والزحام الشديد ، انتظار أولادك ... ونحو ذلك ). 15- أوقات الانتظار في الأماكن العامة . ( المستشفى ، دائرة حكومية ، ونحوها ) . 16- كلما أقبلت على الشبكة العنكبوتية ... فاقرأ قبل تشغيل الجهاز ... ولو لوقت يسير . 17- قبل النزول من السيارة إلى بيتك ( ولو صفحة واحدة ) . 18- المرأة في مطبخها ... في أوقات انتظار نضج الطعم ، أو احتماء الزيت ، أو غلي الشاي أو القهوة . 19- أوقات ترى مناسبتها . 20- القراءة عن ظهر قلب ... في كل زمان ، وفي كل مكان ... ترا مناسبتهما ... قال الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله : " ويُمثل الحافظ وغير الحافظ ، الحافظ بمن زاده التمر ، التمر إذا كان معك كيس فيه تمر ، وأنت مسافر تأكل منه على أي حال ، تمد يدك وتأخذ وتأكل منه وأنت في طريقك ماشي ، لا يعوقك هذا ، لكن إذا كان زادك البر وأنت مسافر تحتاج إلى أن تنـزل وتحتاج إلى أن تطحن هذا البر ليكون دقيقاً ، ثم بعد ذلك تعجنه بالماء ، ثم بعد ذلك تقطعه وتطبخه ، يأخذ منك وقت طويل ، وهذا التمر نظير من يحفظ ، ما يحتاج إلى الجهد ولا يحتاج إلى عناء ". الحرمان لا نهاية لهالشيخ/ عبد الكريم الخضير
((شيبتني هود وأخواتها)) لمن ألقى السمع ، وقرأ بتدبر ، وقرأ القرآن كما أمر ، والقرآن كله كما قال شيخ الإسلام - رحمه الله - من قرأه على الوجه المأمور به أورثه من الإيمان والعلم ما لا يدركه من لم يفعل مثل فعله ، ما يمكن أن يدرك العلم إلا بهذه الطريقة .
ونحن مع الأسف من يقرأ القرآن منا يقرأه على وجهٍ لا يدري كيف قرأ ؟ بحيث لو تحرك عنده شيء ما يدري أين وقف ؟ وهذا الواقع . نعم أُثر عن السلف أنهم يقرؤون القرآن كثيرٌ منهم في سبع ، وبعضهم في ثلاث ، ووجد من يقرأ القرآن في يوم ، لكن قد يُقرأ القرآن في يوم لكن مع حضور القلب والتدبر ، ومع المران يُدرك ذلك . أما حديث : (( لن يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث )) فهذا في عموم الناس الذين تلهيهم الأعمال ، وتشغلهم عن قراءة القرآن ، لكن من جلس واعتنى بالقرآن ، وجلس ليقرأ القرآن الوقت الطويل ؛ كل وقته في قراءة القرآن ، فالمسألة وقت . إذا افترضنا أن الشخص يقرأ القرآن في سبع وخصص كل يوم ساعة ، ما الفرق بينه وبين الذي يقرأ القرآن في يوم يخصص سبع ساعات ؟ ما في فرق ، صح عن عثمان أنه يقرأ القرآن في ليلة ، صح عن الشافعي كذلك وأبو حنيفة ، ولا ينكر ذلك إلا من لم يدرك حقيقة هذا الأمر بالفعل . ولا شك أن القرآن في بداية الأمر يحتاج إلى معاناة يحتاج إلى شيء من التعب ، يحتاج إلى مجاوزة امتحان ، وأعرف شخص اعتكف ليقرأ القرآن في يوم فجلس يوم وليلة ما استطاع أن يقرأ إلا عشرين ، ثم اعتكف بعد سنوات فقرأه في يوم وهو مرتاح ، والآن يقرأ القرآن في يوم بدون اعتكاف . والخلاف بين أهل العلم معروف في المفاضلة بين الهذِّ والترتيل ، فالجمهور على أن الترتيل أفضل ، والشافعي -رحمه الله- يرى أن كثرة الحروف مع الهذ أفضل ، وليست المسألة مفترضة فيمن يقرأ جزء ترتيل أو هذّ ، لا هذا لا يختلف فيه أحد ، لكن المسألة مفترضة فيمن يجلس ساعة يقرأ جزئين أو أربعة ؟ هذا محل الخلاف . وفي ترجمة واحد من أهل العلم كان يقرأ القرآن في ثلاث الدهر كله ، وله ختمة تدبر مكث فيها عشرين سنة - رحمه الله - . يقول ابن القيم - رحمه الله - :
فتدبر القرآن إن رمتَ الهدى *** فالعلم تحت تدبر القرآنِ
القرآن فيه العجائب ، لكن من يعتني بالقرآن وللأسف ، كثيرٌ من طلبة العلم لا يعرفون القرآن إلا في رمضان ، يعني إن تيسر له يحضر قبل الصلاة خمس دقائق ، أو عشر دقائق فتح القرآن ، وإلا إذا سلم خرج ، لا ، ليست هذه حالة من يريد الدار الآخرة ، القرآن كلام الله ، فضله على سائر الكلام كفضل الله .
هو الكتاب الذي من قام يقرأه *** كأنما خاطب الرحمن بالكلمِ
عهدنا شيوخنا وهم يقرؤون سورة هود لهم وضعٌ آخر ، المساجد تمتلئ وهم لا يسمعون الصوت ، بدون مكبرات ، لكن يسمعون البكاء والتأثر ، والله المستعان .
على كل حال الحديث في هذا الباب يطول ، فعلينا أن نعتني بكتاب الله ، وأن نقرأه للتعلم والتدبر ، إضافة إلى كسب الأجر العظيم ، فلا يوجد في الوجود كلام متعبد بتلاوته فقط غير كلام الله - سبحانه وتعالى - . الحرف عشر حسنات ، هذا الأقل عشر حسنات ، يعني الختمة الواحدة ثلاثة ملايين حسنة ، ثلاثة ملايين حسنة ، يعني الذي يقرأ القرآن في سبع ما يكلفه شيء ، يجلس بعد صلاة الصبح ساعة وينتهي الإشكال ، حتى تطلع الشمس ، ولا يحتاج إلى غيرها ، لكن الحرمان ما له نهاية ، الحرمان لا نهاية له . إذا جاء لائحة أو نظام من أنظمة البشر تجد مدير الدائرة والوكلاء ورؤساء الأقسام وغيرهم يحتجبون عن الناس حتى يقرؤوا هذه اللائحة بفهم وتدبر ، ويش تحتمل ؟ إلى أن تأتي اللوائح التفسيرية ، ما هم بصابرين ، والله - سبحانه وتعالى - يقول : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ } [(24) سورة محمد] . والله المستعان . كتابٌ عظيم لا تَنْقضِي عَجائِبُه الشيخ / عبد الكريم الخضير
ابن القيم يقول : " أهل القرآن هم العالمون به ، العاملون بما فيه وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب - ، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم " .
هذا الموضوع يحتاج إلى بسط ، يحتاج إلى وقفة طويلة ، ويحتاج إلى مزيد من العناية ؛ لأنه يلاحظ على كثير من طلاب العلم هجر القرآن . هجرَ القرآن كثيرٌ من الإخوان ؛ نعم ، قد تجده حافظ ؛ حرص في أول عمره على حفظ القرآن ثم ضمن الحفظ وترك القرآن يكفي هذا ؟ لا يكفي . وتجد بعض الإخوان - مع الأسف الشديد - عوام المسلمين أفضل منه بالنسبة لكتاب الله ، بعض الناس لا يفتح المصحف إلا إذا قُدر أنه حضر قبل الإقامة بدقائق بدل ما يضيِّع الوقت يقرأ القرآن ، فالقرآن كأنه عنده فضلة على الفرغة ، وبعض الناس من رمضان إلى رمضان . لكن الإنسان إذا التزم ورداً معيناً لا يفرط فيه سفراً ولا حضراً ، وقد عرفنا من الناس وهو مسافر في طريقه من بلد إلى بلد إذا جاء وقت الورد* على جنب يقرأ حزبه ، وإذا انتهى واصل سفره . الدنيا ملحوق عليها يا أخي ، ما هناك أمر يفوت ، المسألة أنفاس معدودة تتوقف مثلما انتهت* ، وخير ما تصرف فيه الأعمار كتاب الله -جل وعلا- .
هو الكتاب الذي من قام يقرأه *** كأنما خاطب الرحمن بالكلمِ
كتاب عظيم لا تنقضي عجائبه ، فيه حلول لجميع المشاكل ، فيه عصمة من الفتن ، والناس أحوج ما يكونون في هذه الظروف إلى الرجوع إلى كتاب الله -جل وعلا- .
على كل حال بعض الناس يشق عليه جداً أن يرتل وتعود الهذّ ، هذا يهذ ؛ ما في بأس ؛ لكن على ألا يهمل التدبر ، لا أقول : مع الهذ لأن هذا ما يصل إليه إلا بعد مراحل ؛ لأنا عرفنا أناس يقرؤون القرآن في يوم ويبكون من قراءته ، هؤلاء تجاوزوا مراحل . هذا الشخص اللي في البداية ويقول : الترتيل صعب عليه..؛ لأن بعض الناس إذا عرف النتيجة والمحصلة التي قرأها في هذا اليوم خمسة أجزاء ، ستة ، عشرة ، نشط ؛ لكن إذا رتل وتدبر في النهاية جزء هذا يكسل ، نقول : هذا لا بأس هذّ ، وحصّل أجر الحروف ، وخلي لك ختمت تدبر ، ولو كانت في السنة مرة ، اقرأ في هذا اليوم ورقة واحدة بالتدبر ، وامش على طريقك . الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- ترجم لشخص يقرأ القرآن في ثلاث ، ديدنه عمره كله ، وله ختمة تدبر أمضى فيها عشرين سنة ، وبقي عليه أقل من جزء من القرآن ، توفي ولما يكملها ، فلا هذا ولا ذاك . يعني المسألة تحصيل الحروف والنشاط لقراءة القرآن يحصل بالهذ بلا شك ، لاسيما من تعود عليه ، والتدبر يجعل له وقت ولو يقرأ في كل يوم ورقة واحدة بالترتيل والتدبر والتفكر والاستنباط ، ويتفهم كلام الله ، ويراجع على هذه الورقة ما يعينه على فهم كتاب الله -جل وعلا- . نعم في حديث : (( لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث )) حمله أهل العلم على من كان ديدنه ذلك ، وأما من استغل الأوقات الفاضلة ، والأماكن الفاضلة في أوقات المضاعفات مثل هذا لا يتناوله مثل هذا الحديث ، على أن الناس يتفاوتون في هذا ، يعني إذا وجه هذا الكلام لعموم المسلمين نعم لعموم المسلمين لا يفقهون إذا قرؤوا ، لكن شخص متفرغ لقراءة القرآن ، يقول : أنا عندي استعداد أجلس بعد صلاة الصبح وأقرأ خمسة أجزاء ، وأجلس بعد صلاة الظهر واقرأ خمسة ، وأجلس بعد صلاة العصر وأقرأ خمسة نعم من غير مشقة بحيث يختم في يومين ، نقول : لا يا أخي أنت خالفت الحديث لا تقرأ الظهر ، اترك القراءة على شان تختم في ثلاثة أيام ، هذا حل ؟! ، هل هذا مراد النبي -عليه الصلاة والسلام - من هذا الحديث ؟ نعم ، نعم يحل المسألة لو قيل له : اقرأ القرآن ، اقرأ بدل خمسة بعد صلاة الصبح ثلاثة ، بس على الوجه المأمور به ، بعد صلاة الظهر بدل خمسة اقرأ ثلاثة ، أما أن يقال له : اترك القراءة في وقت من هذه الأوقات لتقرأ القرآن في ثلاث ما هو بهذا المراد قطعاً ، نعم . أما الذي يستطيع أن يقرأ القرآن على الوجه المأمور به ويكون ديدنه ، قراءة ترتيل وتدبر ولو قلّت قراءته ؛ هذا أفضل ، هذا أفضل واختيار أكثر أهل العلم ؛ لكن بعض الناس ما يستطيع يقرأ بالترتيل ، الذي تعود على الهذ ما يستطيع يقرأ بالترتيل ، لا بأس يقرؤه في شهر ، إيش المانع ؟ ، يقرأ على الوجه المأمور به كل يوم جزء أنفع له بكثير ، أنفع لقلبه ؛ لأن هذه الطريقة هي المحصلة للإيمان واليقين كما قال شيخ الإسلام ، وهذا هو الذي.. ، أُنزل القرآن من أجل هذا ؛ لكن من فضل الله -جل وعلا- أنه رتّب الأجر على مجرد النطق بالحروف ، إذا فاته طريقة أدرك طرائق - إن شاء الله تعالى - ، وهو على خير على كل حال . --- (*) لعل العبارة : ( إذا جاء وقت الورد ( وقف ) على جنب يقرأ حزبه ) . (*) لعل العبارة : ( المسألة أنفاس معدودة تتوقف متى ما انتهت ) . --- قال الشيخ المبارك الدكتور / خالد السبت وفقه الله تعالى : 23 - موقفنا مع القرآن ... موقف مؤسف !! ... لنسأل أنفسنا ... كم نختم القرآن في رمضان ؟! ... وكم نختمه في باقي أيام السنة ؟! ... ثم ذكر - وفقه الله - قصة أحد الأثرياء ... وقال : لو ذكرتُ اسمه لعرفتموه ... وهو ممن لا يظهر عليه سيما الصلاح ... ومع هذا .. يختم القرآن في كل يومين ختمة !!.... وهو من الأثرياء !!. 24- بعضنا لا يقرأ القرآن إلا إذا ذهب إلى المسجد !!... فقراءة كتاب الله عنده ليس لها وقت محدد ... وللأسف . 25- لو اقتطعت ساعة واحدة فقط ... في اليوم ... فإذا قلنا أن الجزء الواحد يستغرق ( 20 ) دقيقة ... فتستطيع في هذه الساعة أن تقرأ ثلاثة أجزاء ... وعليه ستختم القرآن في ( 10 ) أيام . 26- وإذا كان الطريق إلى المسجد يستغرق ( 3 ) دقائق ذهابا ... و ( 3 ) دقائق إيابا ... أي ( 6 ) دقائق في الفرض الواحد ... في ( 5 ) فروض ... يكون إجمالي الوقت ( 30 ) دقيقة في اليوم ... أي تستطيع في فترة الذهاب والإياب أن تقرأ ( جزء ونصف ) يوميا .... وعليه تختم القرآن في ( 20 ) يوما . 27- قال أحد الإخوة عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : أنه صلى الفجر في أول يوم من رمضان ثم دخل إلى مسجد الجمعة ( المسجد قسم إلى قسمين ) ... وقرأ ( 10 ) أجزاء ... وهو يمشي ... حتى يطرد النوم ... ( 10 ) أجزاء في أول يوم ... وعليه يختم في كل ( 3 ) أيام ختمة .... هذا مع كثرة أعماله - رحمه الله - واتصالاته ، وفتاويه ، والتزاماته ... ومع هذا في كل ( 3 ) أيام ختمة . 28- الشيخ محمد بن قاسم رحمه الله تعالى يختم في رمضان .... في كل ( 3 ) أيام ختمه ... وفي آخر عمره ... يختم في كل يوم ختمه . 29- لا يمكن أن تسكن الجوارح ... إذا شبع البطن .. كما قال الإمام أحمد . 30- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى نقلا : الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة ... وكذلك القلوب ...لا تُدْخلها الملائكة المعاني الطيبة .. انتهى بمعناه . فوائد من محاضرة ( طالب العلم ومواسم العبادات ) . |
( رُبَّ كلمةٍ تلدُ تاريخَ أُمّة )
الدرس الأول
|
( رُبَّ كلمةٍ تلدُ تاريخَ أُمّة ) - الرافعي - أَوّلُ درسٍ للإنسـانِ *** ( اِقرأْ .. اِقرأْ ) باسم الهادي أولُ آيـاتِ القـرآنِ ***كانتْ ( اِقـرأْ ) يا أولادي اِقـرأْ .. اِقـرأْ حينَ قرأنـا نِلنـا الدّنيـا *** نِلنـا الأُخـرى بالإيمـانِ وسَـموْنا بمعـانٍ عُليـا *** حَرَّرْنا فِكـرَ الإنسـانِ اِقـرأْ .. اِقـرأْ أُمّةُ ( اِقرأْ ) ليستْ تقرأْ ! *** جَهِلتْ.. صارتْ خلفَ الأُممِ! لكنْ جيلُ الحاضرِ أَنشـأْ *** يقرأُ.. يرقى نحوَ القـممِ اِقـرأْ .. اِقـرأْ |
كيف تستوعب ما تقرأ ؟
كيف تستوعب ما تقرأ ؟
|
التعليم والتثقيف يعتمد بشكل أساسي على الكتب؛ لذا من أراد أن يتعلم ذاتياً أن يتقن مهارات القراءة الصحيحة، فالقراءة مهارة وفن لا يجيده كثير من الناس، فكم من القراء الذين يبذلون جهداً وأوقاتاً طويلة في القراءة، ومع ذلك فإن حصيلتهم قليلة جداً. ولاشك أن الخلفية العلمية والثقافية للشخص لها أثر كبير في عملية الاستيعاب، إلا إن طريقة القراءة وكيفية التعامل مع الكتاب تؤثر بدرجة عالية في مستوى الفهم والاستيعاب. وفي هذه المقالة سوف يكون حديثي عن كيفية القراءة والذي تعتبر محور أساسي في عملية الاستيعاب. فالقراءة مهارة تكتسب بالتعلم وتتطور بالممارسة والتمرين، وبقدر ما تكون مهارتك عالية بقدر ما يكون استيعابك لما تقرأ عالياً. وسأذكر باختصار بعض القواعد الأساسية في كيفية القراءة الصحيحة، فإن معرفة القواعد يشكل مرونة أو على الأقل هي شرط لاكتساب المهارة. قبل القراءة: أولاً: القراءة الفعالة تبدأ قبل القراءة، فالقارئ الجيد يحدد هدفه من القراءة، فقبل كيف تقرأ، أسأل: لماذا أقرأ؟ ما الهدف من وراء قراءتي؟ وقد حدد خبراء القراءة ستة أهداف رئيسة للقراءة لا يكاد القارئ يخرج عن هذه الأهداف: أـ لفهم رسالة محددة ب ـ لإيجاد تفاصيل هامة جـ ـ للرد على سؤال محدد د ـ لتقييم ما تقرأ هـ ـ لتطبيق ما تقرأ و ـ للتسلية والمتعة ومعرفة الهدف ووضوحه في الذهن أمر أساسي وضروري لعلمية الاستيعاب والفهم. فحدد هدفك قبل القراءة، فإذا كان هدفك أن تقرأ من أجل القراءة فقط، فأجهد نفسك قليلاً لتخرج بسبب أفضل، فالقراءة مع هدف محدد هو بأهمية فهم ما تقرأ. وفي قراءة الكتب الشرعية يجب أن يكون هدفك مرضاة الله ـ عز وجل ـ ، فلا تقرأ العلم الشرعي من أجل تماري به السفهاء أو تكاثر به العلماء أو تريد أن تصرف به وجوه الناس إليك فإن ذلك يقودك إلى النار عياذاً بالله من ذلك. ثانياً : حدد المكان الذي سوف تقرأ فيه الكتاب. ويشترط في المكان أن يكون خالياً من الملهيات والصوارف التي تعيقك أو تقطع عليك تركيزك خلال القراءة. وكذلك لابد أن يكون المكان بعيداً عن الضوضاء والإزعاج فالقراءة نشاط فردي تتطلب هدوءاً لزيادة درجة الاستيعاب. فاختر المكان الهادئ، على أن تكون إضاءة المكان صحية. واجعل كل ما تحتاج إليه من أدوات أساسية كالأقلام والأوراق والملفات في هذا المكان قريبة من متناول يدك، فكثير من الوقت يضيع في البحث عن الأساسيات التي تحتاجها مما يسبب إزعاجاً وإرباكاً. وأفضل مكان للقراءة هو المنزل فخصص مكان فيه للقراءة، وبإمكانك أن تقرأ في أماكن أخرى هادئة كالمكتبة مثلاً إلا إن هناك قيوداً تجعل القراءة في هذه الأماكن صعبة فالمكتبة تغلق الساعة التاسعة وأنت لا زلت تشعر بنشاط ورغبة في القراءة، وتفتح في وقت متأخر، بالإضافة أنها قد تكون بعيدة عن المنزل مما يعني ضياع كثير من الوقت في الذهاب والإياب. كما أن القراءة في المنزل لها أثر سلوكي تربوي ينعكس على الأبناء في حب القراءة. ثالثاً: حدد طريقة قرأتك مع الكتاب فهل ستكون قراءتك متقيدة بالزمن أم بالكمية، وأعني بالزمن هل ستقرأ مثلاً نصف ساعة من الكتاب يومياً بصرف النظر عن كم قرأت من الكتاب، ففي هذه الحالة يكون الاهتمام بالوقت، أم أن قراءتك تهتم بالمقدار، فمثلاً تقرأ عشرين صفحة يومياً ـ مهما أخذت من وقت ـ فالاهتمام للكمية وليس للوقت. أم أنك ستقرأ خلال يومين أو ثلاثة قراءة مستمرة دون انقطاع. يجب في البداية أن تحدد طريقة تعاملك مع الكتاب لكي تحدد زمن الانتهاء وتستطيع تقييم نفسك هل أنت منضبط بوقتك أم لا؟ وهل أنت قارئ جيد أم لا؟ رابعاً: اقتن الكتاب الذي يحقق لك هدفك، فمثلاً لو أردت أن تقرأ عن العولمة فإنك ستجد كتب كثيرة تناولت موضوع العولمة بطرق مختلفة. يجب أن تكون أكثر تحديداً، ماذا تريد عن العلومة؟ هل تريد فقط معرفة عامة لمعنى العولمة دون الدخول في الجزئيات والتحليلات الدقيقة؟ فهنا يكفيك كتاب مختصر تقرأ فيه الخطوط العريضة عن العلومة. أما أنك تريد التوسع في معرفة العلومة ودراستها دراسة تحليله ومعرفة منطلقاتها وأهدافها وآثارها على العالم برمته. فهنا لابد أن تبحث كتاب شامل واسع؛ بل أحياناً يتطلب الأمر أكثر من كتاب لتحقيق الهدف. فكن متقناً في اختيار الكتاب.وكما يراعى في اختيار الكتاب أن يكون متوافقاً مع مستواك المعرفي أو أن يكون لديك القدرة في استيعاب ما فيه. خامساً: قبل شراء الكتاب اجعل لك عادة أن تقرأ فهرس الكتاب ومقدمته والخاتمة وما كتب خلف الكتاب ومقتطفات سريعة ومختصرة من ثنايا الكتاب. فهذه القراءة لهذه المواقع تبين لك: هل أنت بحاجة لشراء هذا الكتاب؟ وهل الكتاب يحقق هدفك؟ وتبين لك أيضاً ـ من خلال هذه النظرة السريعة ـ جودة قلم الكاتب. فإن الكتاب الجيد المتقن السبك له أثر كبير على الارتقاء بالمستوى الفكري والبلاغي القارئ، بالإضافة ما يشكله من أثر عميق في ثبات أو تغير أو تزعزع قناعات القارئ، لهذا احرص دائماً باقتناء الكتاب الرصين في عباراته، المحكم في معانيه. ويعرف الكتاب القيم: بسلامة عقيدة مؤلفه، فالكاتب لا يكاد يخرج عن معتقداته وتصوراته. وكذلك عن طريق معرفة الكاتب وعلاقته بالموضوع فهل هو متخصص فيما كتب أم متطفل. وكذلك عن طريق استشارة أهل التخصص عن الكتاب وعن أفضل ما كتب في مجال تخصصهم. فإن هذا يعينك على تجاوز كثير من الوقت والجهد. سادساً: حدد جدول زمني ثابت للقراءة، وإن كان القارئ الجيد يقرأ في كل وقت؛ ولكن لوجود أعمال أخرى ضرورية في حياتنا فإننا بحاجة شديدة إلى تحديد وقت زمني يومي ثابت للقراءة. واجعل هذا الوقت المخصص للقراءة في الفترة التي تقل أو تنعدم فيها المقاطعات والصوارف، على أن يعلم جميع أفراد أسرتك وأصدقائك بهذا الوقت المخصص للقراءة كي يعينوك في في الاستمرار. سابعاً: لا تذهب إلى القراءة وأنت في حالة عصبية منفعلة، أو تشعر بالضغط النفسي والإكراه فإن عملية الاستيعاب تعتمد بدرجة عالية على مقدار حضورك الذهني. احرص دائماً أن تقرأ وأنت بشوق ومحبة للقراءة. فقراءة الراغب المحب ليست كقراءة المكره المضطر. اجعل عقلك ومشاعرك وعواطفك تدفعك إلى القراءة، انطلق إلى القراءة بكلك لا ببعضك لكي لا يتشتت ذهنك وتضيع وقتك. وقد حذر أسلافنا من القراءة في حالات انشغال البال، فيقول الكناني رحمه الله:" ولا يدرس في وقت جوعه أو عطشه أو همه أو غضبه أو نعاسه أو قلقه، ولا في حال برده المؤلم، وحره المزعج، فربما أجاب أو أفتى بغير الصواب، ولأنه لا يتمكن مع ذلك من استيفاء النظر" فالقراءة نشاط ذهني يشترط فيها هدوء الذهن واستقراره كي يفهم ما يقرأ. ثامناً: فكر كثيراً في الكتاب، وحاول دائماً أن تحدث نفسك عن قراءة الكتاب الذي اخترته، وأنك سوف تنهيه في الوقت المحدد، حدّث نفسك أنك لن تجعل أحد يعوقك عن المضي في مشروعك هذا، اجعل الدافع ينبعث من ذاتك لكي يكون أدائك أكثر إبداعاً. ومما ينبغي ذكره، ويجمل العمل به هو الاستعانة بالله عز وجل ودعاءه في قراءة هذا الكتاب والاستفادة منه، فالاعتماد على الله عز وجل من أقوى الطرق في تحقيق ما تصبو إليه مع سلوك ما أمر الله به من اخذ الأسباب الصحيحة لتحقيق ما تريد. خلال القراءة: أولاً: لا يكن همك من القراءة إنهاء صفحات الكتاب؛ بل اجعل الغاية هي فهم ما بين يديك، ومن العبارات المشهورة الصحيحة: لا تسأل كم قرأت ولكن كم فهمت، فإذا كان هدفك إنهاء الكتاب فقط فإنك بهذا تسعى إلى إجهاد نظرك من غير طائل، والقراءة الجيدة الإيجابية يجب أن يصاحبها التفكير والاستنتاج وأعمال الفكر في المقروء فالهدف الأساسي من القراءة هو فهم ما تقرأه، ولا يتم الفهم إلا بالتفكير في المقروء، ووضع الأسئلة واكتشاف الأجوبة من خلال القراءة. وخلال قراءتك ستجد أشياء لا تستطيع فهمها، فلا تتذمر أو تتضجر فهذا أمر طبيعي يحدث لكل واحد منا، ولفهم ما أشكل عليك حاول قراءة ما استعصي عليك مرة أخرى ولكن بطرقة مغايرة: · دوّن في ورقة خارجية تلخيصاً لما قرأت. · اقرأ بصوت مسموع وببطء. · حاول أن تتخلى عن استنتاجك السابق واقرأ بنظرة جديدة ومغايرة. إذا لم تفهم فلا تيأس، استمر في قراءتك فهناك احتمال كبير أن تفهم هذه الإشكالية بعد الانتهاء من قراءة الكتاب. وهنا ألفت نظرك إلى أمر مهم وهو في حالة عدم فهمك لجزئية معينة لا تستعجل في السؤال عنها؛ بل أعط نفسك الفرصة للتفكير والتأمل والمدارسة مع الكتاب، فربما قليل من التفكير يقودك إلى فهم ما تريد، ونحن بحاجة إلى بناء عقول قادرة على الاكتشاف والاستنتاج، تعتمد على قدراتها وطاقتها، فالاعتماد كثيراً على قول الشيخ والمعلم يعني بذلك تهميش عقولنا، فاجعل دوماً قراءتك عملية بحث واكتشاف مستصحباً الصبر والجلد لكي تفهم وتستوعب ما تقرأه. ثانياً: أقرا بتركيز، فالتركيز هو لب القراءة وجوهرها الأساسي، وقراءة بدون تركيز ضياع للوقت والجهد، فمستوى نجاحك في القراءة يعتمد ـ بعد توفيق الله ـ على درجة تركيزك، والتركيز عملية تحكم وانضباط وترويض للنفس حتى يكون لدى الشخص القدرة على الاستغراق في عملية القراءة، فهو مهارة يتعلمه المرء كما يتعلم أي مهارة أخرى. ونحن قد نستطيع القراءة لفترة طويلة ولكننا قد لا نستطيع أن نملك المتابعة الذهنية والتركيز فيما نقرأ. فما سبب ذلك؟ لا شك أن هناك معوقات تصد القارئ عن مواصلة التركيز ومن تلك المعوقات التي يجب الحذر منها تشتت الذهن والاسترسال مع الأفكار الجانبية، والشرود في خيالات وهمية، ولقوة التركيز لا تدع الأفكار العشوائية تسيطر على مسار تفكيرك وتقودك حيثما شاءت، فلا تنجذب مع كل فكرة أو خاطرة تراودك، اهتم بما في يدك، وإن شعرت أنك لن تستطيع أن تتغلب على شرودك الذهني فحاول أن تغير مكانك أو اشغل نفسك بشيء آخر غير القراءة حتى ترحل هذه الأفكار العارضة، حاول أن تقلل من ارتباطاتك وأشغالك فإن ذلك يشتت الذهن. وكذلك مما يعوق عملية التركيز عدم الثبات على أمر والانتقال من كتاب إلى آخر ومن علم إلى علم آخر، فلا يكاد ينجز في حياته كتاباً أو يتقن فناً من فنون العلم وهذا داء علاجه العزم والإصرار على إتمام ما بدأ به. وكذلك من عوائق التركيز خلال القراءة الضجر والملل، والقراءة عملية ذهنية تتطلب نفساً تئدة صابرة. جدّد همتك وعزيمتك بقراءة سير أولي الإنجازات الضخمة. أجلس مع ذوي الهمم العالية. تذكر دائماً هدفك، ضع أهدافك دائماً نصب عينيك ولو أن تكتب هدفك على المكتب وجدار الغرفة أمامك، غير جدول قراءتك، وغير بين الكتب إذا مللت، إذا تعبت وأجهدت فخذ قسطاً من الراحة، لا ترهق نفسك فالإنسان له طاقة محدودة فإن احتجت إلى النوم فنم، ثم عد بعد ذلك وأنت أكثر نشاط. إن الحياة اليوم أصبحت أكثر صعوبة وتعقيداً؛ فمتطلباتها أصبحت أكثر، مما نتج عن ذلك الضغط النفسي ـ مرض العصر ـ فنحن مطالبون بالتعلم والعمل والإنتاج أكثر مما كان يطالب به أسلافنا، وحالة التركيز تتطلب منك أن تقلل من مستوى الضغط النفسي خلال قراءتك؛ لذا يجب أن يكون لديك المهارة في التخلص أو تقليل الضغط النفسي الذي نشعر به كي تكون أكثر تركيزاً، ومن العوامل المساعدة في تخفيف الضغط النفس هو إتقان مهارة إدارة الوقت والتنظيم وكيفية التعامل مع الذات. ابحث عن كل طريقة تبعث فيك الحماس والنشاط، فالأمر يتطلب تربية جادة للنفس حتى تكون قادر على التركيز والاستغراق فيما تقرأ. فإن ضعف التركيز له آثار سلبية أشدها أنه ينتج لدى الشخص عدم الفهم أو سوء فهم وتصور خاطئ لما يقرأ. قد تكون بحاجة إلى قدر من الانضباط لتتغلب على الاتجاه الطبعي نحو الكسل أو الملل أو السآمة والإحباط أو الرغبة في عمل شيء آخر فمما تدركه العقول السليمة أن الإنجاز والنجاح يسبقه آلام ومصاعب تتطلب صبر وتحمل وهمة عالية، فلا بد من إجبار النفس وترويضها وتربيتها وبذل جهد شاق لتتغلب على مشاعرك ورغباتك حتى يكون التركيز والاستغراق والانهماك في القراءة جزء أساسي من شخصيتك. ثالثاً: دون ما تقرأ، فمن أساسيات القراءة تدوين المذكرات، فبقدر ما تستطيع اكتب كل شيء تراه مفيداً وهاماً حتى وإن كنت صاحب ذاكرة قوية فذة فأنت مطالب بكتابة المذكرات لتكون قارئ جيد، فكتابتك للمذكرات يعني استخدام أكثر من حاسة، والمذكرات تعتبر حجر الزاوية لنجاحك في هذا الطريق فهي تساعدك على التركيز، والفهم، والتذكر، وكذلك تحفزك للبحث أكثر في الموضوع، وتسد الثغرات العلمية لديك، مع إثارة لكثير من الأسئلة، بالإضافة إلى أن التحليل المنطقي للمذكرات يعتبر الخطة الأولى لإيجاد معلومات تفصيلية أدق في البحث فهي الخطو الأولى لكتابة الأبحاث والأعمال الطويلة. ولا يقتصر دور المذكرات لكتابة النقاط الهامة؛ حتى لكتابة القضايا التي لم تفهمها وتتطلب توضيح أكثر، أو زيادة تفصيل وشرح. وليس هناك طريقة وحيدة لكتابة المذكرات بل كل شخص له أسلوبه الخاص في تدوين المذكرات، ولكن الأمر المشترك في كتابة المذكرات أن المذكرة يجب أن تحتوي على اسم المرجع، ورقم الصفحة، ويشترط أن تكتب لك مذكرة عنوان خاص يميزها عن غيرها ويدل على محتوى المذكرة، وكذلك لا بد أن تكتب المذكرة بأسلوبك فلا تنسخ ما هو موجود في الكتاب وإنما دون بأسلوبك وعباراتك ما استخلصته من معلومات هامة، ويفضل في كتابة المذكرات أن تكون بعد قراءة كل فصل كاملاً حتى تكون قادراً على الربط بين التفاصيل والأحداث الهامة. رابعاً: قبل أن تشرع في قراءة الكتاب، يجب أن تضع أسئلة، ـ فمن صفات القارئ الرديء أنه لا يضع أسئلة ولا يجيب على أي سؤال يتبادر إليه ـ اكتب هذه الأسئلة في ورقة وضعها على غلاف الكتاب: ماذا يبحث الكتاب بمجمله؟ ما مدى أهمية المعلومات التي طرحها؟ هل الكتاب شامل في تناوله للموضوع؟ كيف تناول الكتاب عرض أفكاره؟ ثم تضع أسئلة متعلقة بخصوصية الموضوع وتبحث عن أجوبة لجميع أسئلتك. فلو كنت تقرأ كتاباً عن "الجهاد" فاكتب قبل ما تقرأ جميع ما يثيرك حول موضوع الجهاد على أن تكون الكتابة على شكل أسائلة، أجهد نفسك لكتابة كل ما يمكن أن يثار حول موضوع الجهاد، فهذه الأسئلة تجعلك أكثر فعالية وكلما كانت الأسئلة أكثر وأوضح كلما كانت القراءة أكثر قوة ونقداً. وخلال قراءتك ابحث عن أجوبة لأسئلتك. خامساً: ناقش الكتاب، ضع الإشارات والعلامات على الكتاب، وإن كان هناك بعض القراء يرفضون هذه الطريقة ولكنني أجد أنها أسلوب فعّال لعملية الاستيعاب وهي تدل على مقدار التفاعل مع الكتاب، وإيجاد نوع من النقاش البناء مع ما هو مدون في الكتاب. إن موافقتك للكتاب و مخالفتك و علامات التعجب والاستفهام يجب أن تظهر واضحة في الكتاب. وهناك وسائل كثيرة يمكن استخدامها لعلمية الحوار مع الكتاب وأشهر تلك الطرق وأكثرها استعمالاً هي وضع خطاً تحت أو فوق الجمل الرئيسة، أو وضع خطاً شاقولياً لعدة فقرات في هامش الفقرات المهمة، وكذلك وضع خطاً أحمراً تحت الجمل الهامة، أو وضع علامة استفهام لما استكشل عليك، ووضع نجمة بجانب الفقرات التي تحمل فكرة هامة وتتطلب دراسة أكثر، ووضع دائرة دلالة على أن هذه الفقرة لها علاقة بفقرات سابقة أو لاحقة، أو طوي أسفل الصفحة، وبعضهم يستخدم الورقة الفارغة الموجودة في أخر الكتاب لكتابة ملخصات صغيرة أو عناوين عن المواضيع الهامة وبجوارها أرقام الصفحات التي وردت في الكتاب، أو يستخدم قصاصات ورق يجعلها في الكتاب ويدون فيها الأشياء الهامة. بعد القراءة:عند انتهاءك من قراءة الكتاب لا يعني إنهاء العلاقة بالكتاب، فلتثبيت المعلومات يتطلب الأمر مراجعة ما قرأت، ولكن قبل المراجعة يجب أن تجاوب على هذه الأسئلة: · ما المواضيع التي احتاج إلى مراجعتها؟ · كم من الوقت احتاج لمراجعة كل موضوع؟ · ما أماكن القوة والضعف لدي؟ وخلال مراجعتك لابد أن تجاوب على جميع الأسئلة التي دونتها خلال قراءتك، فلا تعني المراجعة إعادة القراءة بشكل سريع على أمل أن تستعيد ذاكرتك كل المعلومات؛ بل هي أكثر من مجرد القراءة فهي تتطلب الكتابة، والتحدث، والنقاش، وتحليل الأفكار المتعلقة بالموضوع؛ بل أحياناً يتطلب الأمر إعادة قراءة فصول كاملة كي تفهم ما قرأت بشكل واضح. والمراجعة أحياناً تتطلب وجود شخص يناقشك، فالمناقشة طريقة قوية لتحسين مستوى التعليم والتذكر، يقول النووي ـ رحمه الله ـ :" فإن بالمذاكرة يثبت المحفوظ ويتحرر ويتأكد ويتقرر ويزداد بحسب كثرة المذاكرة، ومذاكرة حاذق في الفن ساعة انفع من المطالعة والحفظ ساعات بل أيام" وإن لم تجد أحداّ تراجع معه فليس هناك خيار أن تراجع لوحدك، قال الكناني ـ رحمه الله ـ :" فإن لم يجد الطالب من يذاكره ذاكر نفسه بنفسه وكرر ما سمعه ولفظه على قلبه ليعلق ذلك على خاطره فإن تكرار المعنى على القلب كتكرار اللفظ على اللسان سواء بسواء وقل أن يفلح من يقتصر على الفكر والتعقل بحضرة الشيخ خاصة ثم يتركه ويقوم ولا يعاوده." وطرداً للملل قسّم الموضوع إلى وحدات على أن تكون المراجعة في وقت نشاطتك الذهني، وعند انتهاءك من المراجعة لا يعني قطع الصلة بالكتاب؛ بل لا بد من إعادة المراجعة بعد أسبوع تقريباً وقد يتطلب الأمر مراجعة الكتاب عدة مرات فيعتمد ذلك على مقدرة ذاكرتك وعلاقتك بالموضوع. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. |
القراءة.. قواعد وفوائد
9:59 ص
لا يوجد تعليقات
القراءة.. قواعد وفوائد
|
بسم الله الرحمن الرحيم بينما كان رسولنا عليه الصلاة والسلام في الغار إذ بجبريل عليه السلام يدخل عليه ومعه " اقرأ " ما أجمل البداية " اقرأ " , إنها رسالة الله لعباده . لم يأت جبريل بالصلاة ولا الصيام ولا الأخلاق ولا الأحكام في زيارته الأولى لسيد البشر، لقد جاء بـ " اقرأ " لأنها بداية العلم وبداية الدعوة وبداية الفقه وبداية الحياة . إن عشق العلم ميزة جليلة، والرغبة في التعلم منهج جليل، وما أجمل ما قيل: العلم عبادة العمر . لقد اتفق الناس أنه مهما كانت وسائل الإعلام في نمو وتطور إلا أن القراءة تبقى لها قيمتها وأثرها على النفس والمجتمع المثقف. إن من أجمل العادات التي لابد أن نتربى ونُربي الآخرين عليها هي " القراءة ". وجزماً فالبدايات شاقة في كل عملٍ جاد ولكن من جدَّ وجد وليس من سهر كمن رقد. بين يديك أخي.. أختي.. قواعد وفوائد ولطائف حول القراءة, لعلها تساهم في أن تدخلك عالم الكتب والمكتبات . قالوا في الكتاب : الكتاب هو: الصديق الذي لايملك، يُضحكك مرة ويُبكيك مرة ، يُزودك بالعلوم ، يُطلعك على أخبار القوم ، يُطيعك بالليل كطاعته بالنهار ، المؤنس في الوحشة ، الصاحب في الغربة ، غذاء الشباب ، عزاء الشيخوخة .. في السفر خير رفيق . الكتاب أخٌ غير خوّان فتفَّرد به عن الإخوان . فوائد القراءة : - فيها غذاء القلب والروح ، وخاصةً من يدمن تلاوة القرآن ، أو القراءة في كتب الوعظ والرقائق, فسوف يشعر بلاريب بطمأنينة الروح وزكاة النفس . - التفقه في الدين, فهي وسيلة مهمة لرفع الجهل عن نفسك في تعلم الأحكام الشرعية وما يدور في فلكها . - تحقيق الدعوة على بصيرة, ولذا فالداعية القارئ يمتلك من المعلومات والأسس ما تنفعه بلا ريب في مساره الدعوي, ولذا قال البخاري " باب العلم قبل القول والعمل ". - التعرف على أحوال الأمم الماضية, فالقراءة في تاريخ الأمم تفتح الآفاق وتسير بخيالك نحو الأقوام السابقة وكأنك تعيش حضارتها وأسباب تفوقها وخسارتها . - الكشف عن مخططات الأعداء؛ لأن الأعداء لهم عدة مناهج وطرائق في النيل من الإسلام وأهله, ونحن حينما نقرأ نتعرف على بعض تلك الخطط ونعلم مفاتيحهم في الوصول إلينا لنحذر منها . - معرفة أبواب الخير والشر, وهذا واضح لكل متأمل , فالقراءة تنير دروب السالكين وتعرفهم على منارات الهدى, وتخبرهم بمسالك الشرور لينتبهوا منها . - الترويح عن النفس هدف مهم من أهداف القراءة؛ لأن النفس تمل كما يمل البدن, والمطالعة المتنوعة تروح عن النفس وتزيل الملل وتجلب السعادة وتجدد الحياة . - الدفاع عن الدين والرد على المخالفين؛ لأن العلم سلاح عظيم نقاوم به الأعداء والقراءة من أعظم وسائل تحصيل العلم. ولو نظرنا في تاريخنا ورأينا باب المناظرات والردود مع المخالفين لرأينا كيف كان دور العلم في كشف البدع ودحضها، وتأمل مثلاً سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية وردوده على الفلاسفة والرافضة وأرباب البدع لترى أثر العلم وقوة الحجة التي كانت لديه وكيف كان سلاحه العلمي مؤثراً على مخالفيه. - الارتقاء بالنفس وتطويرها وتنمية مهاراتها, وهذا ظاهر؛ لأن القراءة في كتب تنمية الذات والمهارات وتطوير النفس تمنح المرء معلومات جديدة في كيفية الارتقاء بالنفس نحو النجاح والتفوق في ميادين الحياة . - حفظ الوقت من الضياع؛ لأن القراءة تشغل وقتك عن توافه الأمور وتمنحك الفوائد والدرر التي تنفعك في دينك ودنياك . عشاق القراءة : إن التشاغل بالدفاتر والمحابر والكتابة والدراسة أصل التعبد والتزهد والرئاسة والسياسة - الجاحظ كان يستأجر دكاكين الوراقين ليقرأ ما فيها . - أنت القتيل بكل من أحببته فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي - عشاق العلم يصبرون على القراءة والاطلاع وكما قيل : لاينال العلم براحة الجسد ولولا ما عانى يوسف لما قيل له " يوسف أيها الصديق ". تأمل في سير القوم وعلاقتهم بالكتاب قراءةً وتأليفاً : - جلس البخاري يكتب الصحيح ١٦ سنة ومسلم كتب صحيحه في ١٥ سنة ، وابن حجر انتهى من فتح الباري في ٢٥ سنة فماذا صنعت يا مسكين؟!. - يقوم البخاري في بعض الليالي من نومه عشرين مرة ليكتب فائدة سنحت له وهو بين أطباق النوم , فكم نام ياعشاق النوم ؟. - قرأ ابن حجر في إحدى أسفاره نحو من ١٠٠ مجلد . - كتب ابن القيم في أسفاره ستة مؤلفات ومنها الكتاب الشهير " زاد المعاد ". - أحد المشايخ المعاصرين اعتكف في إجازته في مكتبته وطالع نحو من ٨٠ مجلد . - الألباني رحمه الله كان يبقى على السلم نحو ساعتين وهو يبحث ويطالع ويقرأ . هذه سير بعض القوم , وأنت في واد آخر . من أراد اللحاق بهم فلينفض الغبار وليبدأ السير في الليل والنهار، هيا.. قم ونافس من سبقك , خذ كتابك , وابدأ حياتك . لطائف :- الجاحظ كان سبب وفاته سقوط مجلدات العلم عليه . - السيوطي يقال له " ابن الكتب " لأن أمه ولدت به في المكتبة . - الإمام مسلم مات لما كان يراجع حديثاً في ليلة سهر فيها مع التمر فأصبح ميتاً رحمه الله . أسباب النفور من للقراءة : - عدم معرفة قيمتها . - ضعف التربية عليها؛ سواء في البيت أو في المدرسة . - الانشغال بالجوال والإنترنت . - ضعف الهمة وقلة الصبر . - الانشغال بالملهيات كمتابعة الرياضة والمسلسلات، والانشغال بالتجارة والعقارات . - عدم التركيز أثناء القراءة . - ضعف الفهم للمقروء . - علو أسلوب الكاتب وصعوبته على القارئ . - غلاء أسعار الكتب . كيف نتحمس للقراءة ؟. - معرفة فضلها وأهميتها . - مجالسة أصحاب القراءة , ونحن نجزم أن الصديق ساحبٌ للمعالي والهمم . - دور الإعلام في تنمية محبة القراءة لعموم الناس, عبر تخصيص برامج في القنوات , ووضع المسابقات وعناية خطباء الجمع بموضوع القراءة . - قراءة سير السلف والمعاصرين في حبهم للقراءة . - زيارة معارض الكتاب لها دور في تقوية العلاقة بالكتاب وتجديد الصلة به . - في البيت لا بد من تفعيل محبة الكتاب عبر وضع مكتبة صغيرة في مكان مناسب في البيت وشراء القصص المناسبة لأفراد الأسرة، ولا يصح تركهم أمام أجهزة التقنية بحجة الفكاك منهم . - دور المدارس في تفعيل حب القراءة, وهذا ينطبق على المعلم ومهارته في تحقيق هذا الهدف في محبة الطلاب للقراءة, وللوزارة دور أيضاً في دعم المدارس بالمال والأفكار والبرامج في تنمية تلك المهارات وغيرها . - دور حلقات التحفيظ في تربية الطلاب على القراءة من خلال عدة وسائل لتحقيق هذا الهدف, ومن هنا نرجو من مدرسي الحلقات العناية بجانب القراءة ووضع البرامج والمسابقات التي تجعل الطلاب يعشقون القراءة، مع مراعاة المراحل العمرية لهم ومناسبة البرامج لمستوياتهم الثقافية . حتى تستمتع بالقراءة : - استشر قبل أن تقتني الكتاب الذي تريد شراءه . - تحديد ميزانية للكتب حتى لايؤثر شراءك للكتب على الميزانية المالية لديك . - اختيار الكتاب المناسب لك وخاصة إذا كنت في البدايات , واحذر من القفز للكتب الكبيرة قبل إتقان ما قبلها . - اختيار المكان المناسب مؤثر على محبتك للقراءة, ويدخل في ذلك وضوح الضوء، وجمال التكييف ، وحسن الرائحة . - اختيار الوقت المناسب لك أنت؛ لأن بعض الناس قد يصلح لهم وقت دون وقت , وأنت أعلم بنفسك من غيرك . - التنافس مع الآخرين في القراءة يزيد من حماسك للقراءة . - اكتب مايعجبك وهذبه ورتبه ثم ارفعه للمواقع عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لينتفع الناس بما كتبت. - استخدم أسلوب التلخيص لبعض الكتب . - اقرأ ما تحب ويخدم ميولك وتخصصك . - تنويع المقروء يجعلك تحب القراءة ولاتمل منها، فاقرأ في كتب السلف وطالع بعض الكتب المعاصرة والمترجمة أيضاً مما يفيدك. - معرفة منهج المؤلف ومصطلحاته تعينك كثيراً على محبة القراءة وسهولتها عليك . - اقرأ المقدمة والفهارس والخاتمة لتعرف أسرار الكتاب والكاتب . - ناقش الكاتب بتعليق جميل, وذلك بأن تضيف عليه فوائد أو تنتقد مافيه بأدب وعلم وتُعلق على ما ترى أنه يحتاج إلى تعليق ليكون كتابك مليء بالفوائد منك ومن صاحب الكتاب . من أقوالهم في القراءة: -الكتاب الذي لايتعب فيه صاحبه لاتجد في قراءته متعة . - الذي يكتب يقرأ مرتين . - لانزهة ألذ من النظر في عقول الرجال . أخطاء تقع في القراءة : - القراءة بدون وجود هدف وغياب التخطيط , وهذا ظاهر عند كثيرين , فهم يقرءون وليس لهم هدف أو مشروع من تلك القراءة, مما يجعل القراءة لامتعة فيها غالباً . - التقليد في القراءة, وهذا يظهر عند بعض الناس حينما يقرءون الكتاب الذي يسمعون الثناء عليه بدون الاقتناع بما فيه, ولهؤلاء أقول : قد أنتفع بثناء صديق على كتاب , ولكن لا يعني هذا أن أكون مثله فيما يقرأ وفيما يدع, بل لتكن لك شخصيتك وتميزك في اختيار مايناسبك أنت ويخدم همومك وتخصصك . - الإسراع وعدم الفهم, وهذا نشاهده على بعضهم حينما يكون هدفه الانتهاء من الكتاب بدون العناية بالفهم لمحتواه, ومثل هؤلاء لايستفيدون بل قد يكونوا ممن هدروا أوقاتهم . - القراءة الناقدة فقط, وهذا نراه عند ذلك الشخص الذي يجري النقد في دمه ويتنفسه مع كل شهيق وزفير, ولا شك أن هذا نقص في التقوى وجهل بالنفس وحظوظها, ونحن نقول: اقرأ بقصد الاستفادة, واترك مجال النقد جانباً, فإن وجدت ما يستدعي النقد فاكتب بكل أدب وحكمة وعدل وإنصاف . - التسليم لكل ما يقوله المؤلف, وهذا خطأ أيضاً لأن العصمة منتفية عن كل كاتب, والخطأ وارد والزلل من طبع البشر, فخذ حذرك من بعض ما يكتب وانتبه لما بين السطور, وخاصة عند بعض المؤلفين الذين لا تعرف مناهجهم . - القراءة في الكتب المخالفة للشريعة والمبتدعة وأهل الفجور كالمجلات الهابطة والروايات الساقطة, وهذا من الجهل الكبير أن تسمح لعينك أن تجول بين حروف المخالفين وأصحاب الأهواء والشبهات, والقلب ضعيف والشبهات خطافة, فارحم قلبك وعقلك وكن ذا تقوى قبل أن تقرأ . - الجهل بمراعاة وقت الأسرة والعمل والدراسة مما يجعل القراءة سبباً للتقصير في الحقوق الأخرى, والذكي من يجعل وقت القراءة في الأوقات التي لا تتعارض مع الواجبات الأسرية أو الوظيفية ونحوها . أخطار تهدد الكتاب : - إبقاء الكتاب مفتوحاً . - تقليب الصفحات بقوة . - وضع الكتب فوق بعض والصواب بجانب بعض .- وضع الكتب بشكل مائل . - وضع الكتب الكبيرة فوق الصغيرة .- تعريض الكتب للأطعمة والمشروبات . - وضع الكتاب على الأرض . - وضع الكتب في الكراتين فترة من الزمن . - الاتكاء على الكتب .- جعل الكتاب على شكل البوق . - إعارة الكتاب لمن لا يُقدِّر قيمة الكتاب . اللهم اجعلنا من عشاق العلم والتعليم يارب العالمين . |
كيف أصنع طفلاً قارئًا مُحبًّا للكتاب
كيف أصنع طفلاً قارئًا مُحبًّا للكتاب
|
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا أصنع طفلاً قارئًا؟
* ليستقيم لسانه، وتتحسن مهارته اللغوية، ويستطيع التعبير عمّا يريد. * ليتمكن من التواصل مع الآخرين بشكل فعَّال ومؤثر، وتزداد علاقاته الاجتماعية متانة. * زيادة حصيلته العلمية والمعرفية، وهذا يُقوي إدراكه ويجعله يتعلم بشكل أسرع. * القراءة الواسعة للطفل تعطيه قدرة على التخيل وبُعد النظر ورؤية الأشياء من زوايا مختلفة. * تنمية التفكير السليم، حيث تشكل المعلومات أفكارًا تُحرِّك العقل، وتعوده على المناقشة والحوار الفعَّال الذي يثري عقله وإدراكه. * التعرف على تجارب الآخرين وأسرار الأشياء، فتنمو خبرته وتزيد ثقافته. * إكسابه المهارات التعليمية، وزيادة حبه للمعرفة والاستزادة منها. * تنمية حِس البحث العلمي لديه، والوصول إلى الحقائق، وجعله دومًا في المقدمة. * المساهمة في غرس القيم الحسنة، فالطفل لا يحب النصائح المباشرة غالبًا، لكن بإرشاده لكتب نافعة تغرس في نفسه بعض القيم الإيجابية التي لها أثر على سلوكه في الحياة. * قراءة القصص النافعة والهادفة تهذِّب نفس الطفل، وتسمو بمشاعره وعواطفه. * القراءة تملأ وقت الطفل، وتصرفه عن الجلوس الطويل أمام التلفاز والألعاب الإلكترونية. وسائل وأساليب لتشجيع الطفل على القراءة القراءة مع الطفل: مشاركة الطفل والقراءة معه هي نوع من الحميمية بين الآباء وأطفالهم، وفيها تشجيع للطفل على مواصلة القراءة والاستمتاع بها، وللقراءة مع الطفل عدة طرق منها: - القراءة الجماعية بصوت عالٍ، فالأطفال يحبون القراءة بشكل جماعي، وهي فرصة لتعديل أخطاء القراءة بطريقة لبقة. - القراءة المتبادلة، يقرأ الطفل بعض الجمل، ثم تقرأ أنت بعده أو العكس، وهذه الطريقة يحبها الطفل؛ لأنها تشعره بنوع من الأهمية والتقدير. مكتبة الطفل: المكتبة أداة مهمة في تعويد الطفل على القراءة، ولمكتبة الطفل شروط، منها ما يلي: - أن توضع في مكان واسع ومريح يستوعب مجموعة من الأطفال، وأن تصمم بشكل جذاب ومحبب للطفل. - أن يتم تجديد الكتب أولاً بأول، ويتطلب ذلك زيارات دورية للمكتبات. - توفير أقلام ووسائل وسبورة وأوراق ومراسم وكروت وبطاقات، وطاولة وكراسي، وسماعات للأذن وغيرها من التجهيزات. - مشاركة الطفل سواء في أخذ رأيه في التأثيث، أو التصميم لأن هذه المكتبة له شخصيًا وليست لأحد غيره. [الطفل القارئ: ص 62] جعل القراءة متعة لا التزامًا: يجب أن يتذكر الوالدان دائمًا أن القراءة ينبغي أن تكون تجربة ممتعة بالنسبة للطفل، وليست فرضًا أو التزامًا روتينيًّا. القدوة في القراءة: من المهم أن يكون الوالدان قدوة جيدة لطفلهما، حيث سيدرك الطفل أن القراءة شيء مهم في حياة الإنسان عندما يرى أباه وأمه يقرآن بشكل مستمر في المنزل، وعلى الوالدين أن يقترحا القراءة كنشاط يمكن أن يقوم به الطفل أثناء وقت فراغه. إنشاء مجموعة القراءة للصغار: يمكن أن يقوم المربي باختيار مجموعة من الأطفال المتقاربين سنًّا من أبناء حيّه، ويختار لهم كتبًا مصورة مشوقة، ويقوم بتوزيعها عليهم، وليس شرطًا أن يقوموا بقراءة الكتاب بتعمق، بل يكفي أن يتصفَّحوه بقراءة سريعة، ثم يكون اللقاء بعدها حيث يتولى مدير الجلسة سرد القصة بشكل عام، ومناقشة الصغار حول شخصياتها، وحول المواقف المختلفة فيها ودلالاتها، وسؤالهم عما أعجبهم وما لم يعجبهم، وعن كيفية الاستفادة من القصة في حياتهم الشخصية. ويستحسن في مجموعة القراءة للصغار، أن يخصص وقتًا للألعاب والمسابقات على هامش الكتاب، وذلك لإمتاع الأطفال وزيادة تعلقهم بعالم الكتب والقراءة، وكذلك يستحسن أن تقترن الجلسة بتوزيع الحلوى أو اللُعب، بحسب الفئة العمرية للمشاركين. [اقرأ: 113- 114] اصطحاب الطفل للمكتبة: مهما كانت أشغال الأب وارتباطاته فينبغي أن يحدد يومًا أو يومين في الشهر للذهاب إلى المكتبة، والذي ينبغي التنبيه عليه: أن يكون الذهاب إلى المكتبة رحلة ممتعة للطفل، وأن يجعل في طريق الذهاب أو العودة ارتباطًا شرطيًّا محببًا للطفل، كأن يشتري (الآيس كريم) المفضل للعائلة، أو يذهب إلى أماكن ترفيه محببة للطفل. تشجيع أي بادرة نحو القراءة: البدايات دائمًا صعبة، فإذا وجدت الطفل يقترب من الكتاب، ويحاول أن يقرأ، فأظهر ابتهاجك بذلك، واحتفل به، واستمع إليه وهو يقرأ، وإذا رأيته يخطئ فلا تصحح له أخطاءه، حتى يشعر بمتعة القراءة أيًّا كانت، ولكي يحس أن من حوله يستحسنون أي جهد يبذله من أجل القراءة. القراءة للطفل ومعه بحب وعطف وحنان: إن ابن الثالثة يشعر بالدفء والأمان حين تضعه والدته في حجرها، وتبدأ بالقراءة له. وما أجمل ما قاله الشاعر الإنجليزي مفتخرًا بأمه: قد تكون لديك ثروة حقيقية مخفية، ، علب جواهر وصناديق وذهب، ، لكنك لن تكون أبدًا أغنى مني، ، لأن لي أمًّا تعلمني، وتقرأ لي، ، |